27/12/15

المنهج الدراسى لفقه اللغة


 المقدمـة                                                                                      

المبحث الأول    : أصل اللغة العربية
المبحث الثاني    : أطواراللغة العربية و عواملها

 المبحث الثالث       : عوامل تنمية اللغة العربية  الداخلية                                                         

        أولا        : القيـاس
        ثانيا        : الاشتقاق
        ثالثا        : القلب
        رابعا       : الإبدال
        خامسا      : النحت
        سادسا      : التعريب  
        سابعا       : الارتجال : تعريفه، نوعاه ، ومدى الإفادة منه في تنمية اللغة



                                     


المبحث الأول : عوامل نمو اللغة

        واللغة كالكائنات الحية ، فهي تولد ضعيفة ، ثم تترعرع وتشبّ وتبلغ أوج عنفوانها، ثم تدبّ إليها الشيخوخة والهرم ، فإما أن تموت ، وإما أن تتوافر لها الأسباب لتعود فتيّةً قويّة ، ويكتب لها النماء والازدهار مرة أخرى .
واللغات ليست متساوية في القدرة على النمو ، ولا متماثلة في المراحل والأطوار ، ولا متكافئة في اكتساب أسباب النماء.
          والعوامل التي تؤثر في التطور اللغوي قسمان : عوامل ذاتية تنبع من اللغة نفسها وعوامل خارجية وهي البيئة المحيطة باللغة .
والعوامل الذاتية الداخلية لتنمية اللغة شملت العوامل التالية :
        1- القياس
        2- الاشتقاق
        3- القلب
        4-الإبدال
        5- النحت
        6- التعريب
        7- الارتجال .

1. القياس

لغةً : قاس – يقيس -  قيساً وقياساً ، وقاس الشىء إذا قدّره على مثاله .
واصطلاحاً : " القياس حمل المجهول على المعلوم " ( إبراهيم أنيس[ من أسرار اللغة : 9 )
وعرّف مجمع اللغة العربية القياس بأنه : حمل كلمة على نظيرها في حكم . [ توفيق شاهين : عوامل 65 ] .
والقياس هو المعوّل عليه في اللغة والتصريف والنحو.  ويسمى القياس – في كتب القدامى –بالاطّراد ، والغالب و الأكثر ، والباب والأصل ، وأصل الباب ، والقاعدة .

أحوال الكلام بالنسبة للسماع والقياس :
لا يخرج عن الحالات التالية :
1- المطّرد في القياس والسماع : وهو أكثر اللغة .
2- المطّرد في السماع الشاذّ في القياس : لم يقسْ عليه البصريون مثل :" اسْتَحْوَذ " .
3- المطّرد في القياس الشاذّ في السماع : أجازه بعض اللغويين ، مثل : ماضي يَذَر ويَدَع ، فقياسه : 
    وَذَرَ ، وَدَعَ ، لكنّهما لم يُستعملا في المشهور من اللغة ، ولذا فهما شاذّان ، وقد وردت القراءة  
    على هذه اللغة وهي قوله تعالى :" ما وَدَّعَك ربّك " فقد قرأ عروة بن الزبير " ما وَدَعَكَ " ،
    ورُوي قول أبي الأسود :        عالَه الحبِّ حتى وَدَعَه
4- الشاذّ قياساً وسماعاً : وقد رفضوه ، مثل : " هَداوَى " التي قبلها الأخفش مثل " هَدايا " ، ومثل
    " ثوب مصوون "...
    [الخصائص 1/67 ، الاقتراح 165-166].

موقف العلماء من القياس قديماً وحديثاً :

     وقف العلماء منه مواقف متباينة ، وفُسّر القياسُ تفسيرات مختلفة حسب أطوار اللغة :
1- في القرنين الأول والثاني : معناه : ( وضع الأحكام العامة وضبط قواعدها ) وبهذا المعنى فهمه سيبويه ، وكذلك ابن سلاّم عندما قال بأن أول من وضع قياس العربية هو أبو الأسود الدؤلي .        [ الخصائص 1/361 ] 
2- في القرنين الثالث والرابع : معناه (  استنباط شيء جديد على غرار نظير سابق ) وقد بدأ هذا الاتجاه على يد أبي عثمان المازني ( -254):" ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب "([1])، ثمّ تزعّم الفارسي وابن جني المدرسة القياسية ، وأوليا القياس اهتماماً كبيراً .
    * قال الفارسي :" لأنْ أخطئ في خمسين مسألة ممّا بابُه الرواية خير عندي من أن أخطئ في مسألة واحدة مما بابُه القياس " .
    * ولكن ابن فارس -معاصر الفارسي وابن جني -يرى أنه ليس لنا اليوم أن نخترع ، ولا أن نقول غير ما قالوه ، ولا نقيس قياساً لم يقيسوه . [ الصاحبي 10] .وقال ابن قتيبة :" ليس له [ خلف الأحمر ] أن يقيس على اشتقاقهم فيُطلق ما لم يطلقوا  [ الشعر والشعراء 1/ 77]

3- العصر الحديث : تردّدت آراء أعضاء المجامع اللغوية بين التوسّع في القياس والحدّ منه .
 أ - توسّع مجمع اللغة العربية في القاهرة في القياس ، واقترح ما يلي :
1- جعل بعض الصيغ قياسية :
* فَعَّال : نجَّار ، حدَّاد .
* المصدر الصناعي : إسلامية ، جاهلية .
2- التوسع في دلالة الوزن القديم :
     فَعَلان : الاضطراب : الهرم " الهَرَمان " .
3- وضع أوزان         جديدة تشبه الأوزان القديمة :
  * فَعْلوت : فَلْزوت : تحول المعادن إلى أشياء عنصرية، وذلك مثل " فَعَلوت " : مَلَكوت، جَبَروت.
                                                       [ توفيق شاهين :عوامل تنمية – 72-77 ]
4- ذكر المصادر لأفعال أهملتها كتب اللغة أو العكس ، أو ذكر الفعل الثلاثي وعدم ذكر بابه ،
    فيُقاس على ما يشبهه .
5- تعريب الدخيل : بجعله على نَمَط الكلمات العربية .
6- تعميم المعنى بعد أن كان خاصّاً ، أو تخصيصه بعد أن كان عامّاً .
7- جعل اسم الآلة قياسياً .
    [ كاصد الزيدي : فقه اللغة العربية : 280-281 ،إبراهيم أنيس: من أسرار اللغة : 16-17 ] .
ب – رأي الدكتور مصطفى جواد ( المجمع العلمي العراقي ) :
1- النسبة إلى الجمع قياسية .
2- إذا وقع الفعل على المفعول بتسلّط أو عُلوّ جاز تعديته بنفسه و بـ "على" : عَلاه ، علا عليه /    
    قبضَه ، قَبَض عليه / عَضّه ، عَضّ عليه ...
3- أفعال الاشتراك الدالة على الاختلاط يجوز أن تقول فيها :
     اجتمع الرجلان ، اجتمع معه ، اجتمع به .
     اتّحد الشيئان ، اتّحدَ معه ، اتّحدَ به .
4- جعل وزن " افتعل " قياسياً بمعنى اتخاذ الفاعل للفعل : اغْتسلَ ، اكْتالَ ، ويقاس عليهما مثل : 
    اقتَهى من القهوة ، اشتاء من الشاي .                [ الزيدي : فقه اللغة العربية291-293 ]

دواعي التوسع في القياس :

يبدو أن الاتجاه الداعي إلى التوسع في القياس - في ضوء شروط وحدود معينة - هو الأقرب إلى الصواب للأسباب التالية :
1- ورود نصوص كثيرة تروى عن أئمة اللغة مثل :
    أ- المازني : ما قيس ...
    ب- قول ابن جني: " اللغات على اختلافها كلها حجة والناطق على قياس لغةٍ من لغات   
        العرب مصيب غير مخطئ " [الخصائص 1 /410 ] .
    جـ قول ابن جني أيضاً :" حكم اللغتين إذا كانت إحداهما قليلة والأخرى كثيرة ، فإنك حينئذ تأخذ 
        بأوسعها رواية ، وأقواها قياساً " [ الخصائص 2/10 ] .
     د- قول أبي حيان : " ما كان لغة لقبيلة صحّ عليه القياس " [ المزهر 1/53 ] .
2- أن ترك القياس يؤدي إلى جمود اللغة وعدم مواكبتها للحياة ، لأن الحياة تتطور ، فينبغي أن  
    تكون اللغة كذلك .
3- أن ترك القياس يؤدي إلى انحسار استعمال الفصحى ، وتغلّب العامية.
4- أن ترك القياس يؤدي إلى دخول كلمات أعجمية كثيرة في اللغة ، مما له تأثير خطير على اللغة   
    ومستقبلها .
5- أن القياس مصدر من مصادر التشريع في ديننا ، فكيف لا نستعمله في لغتنا التي من وظائفها 
    خدمة ذلك الدين .


أوجه الإفادة من القياس في تنمية اللغة :

1- استقراء أوزان العربية ، وتبيان درجات استعمالها ، قياساً أو سماعاً ، وكثرةً أو قلةً .
2- الاعتماد على الأوزان الواردة في القرآن الكريم أو الحديث الصحيح على أنها أوزان قياسية
       سواء كثر استعمالها أو قلّ .
3- القياس على الأوزان السماعية التي جاءت في لغة العرب ، إذا دعت الحاجة إلى ذلك .
4- الاستفادة من معاني صيغ الزوائد في استحداث دلالات جديدة " استفعل " .
5- الاستفادة من أوزان العربية في تعريب الكلمات .
6- تنمية دلالات الكلمات عن طريق تتبّع الاتجاهات العامة في التطور الدلالي ، إما بتعميم الدلالة أو
    تخصيصها .









Mendapatkan dari materi kuliah Fiqh Al-Lughoh


(1)   الخصائص 1/357 .
luvne.com ayeey.com cicicookies.com mbepp.com kumpulanrumusnya.com.com tipscantiknya.com

0 komentar:

Posting Komentar