المقدمـة
المبحث
الأول : أصل اللغة العربية
المبحث الثاني
: أطواراللغة العربية و عواملها
المبحث الثالث : عوامل تنمية اللغة العربية الداخلية
أولا : القيـاس
ثانيا : الاشتقاق
ثالثا :
القلب
رابعا : الإبدال
خامسا
: النحت
سادسا :
التعريب
سابعا
: الارتجال : تعريفه، نوعاه ،
ومدى الإفادة منه في تنمية اللغة
المبحث
الأول : عوامل نمو اللغة
واللغة كالكائنات الحية ، فهي
تولد ضعيفة ، ثم تترعرع وتشبّ وتبلغ أوج عنفوانها، ثم تدبّ إليها الشيخوخة والهرم
، فإما أن تموت ، وإما أن تتوافر لها الأسباب لتعود فتيّةً قويّة ، ويكتب لها
النماء والازدهار مرة أخرى .
واللغات ليست متساوية في القدرة على
النمو ، ولا متماثلة في المراحل والأطوار ، ولا متكافئة في اكتساب أسباب النماء.
والعوامل التي تؤثر
في التطور اللغوي قسمان : عوامل ذاتية تنبع من اللغة نفسها وعوامل خارجية وهي
البيئة المحيطة باللغة .
والعوامل الذاتية الداخلية لتنمية اللغة
شملت العوامل التالية :
1-
القياس
2-
الاشتقاق
3-
القلب
4-الإبدال
5-
النحت
6-
التعريب
7- الارتجال .
1. القياس
لغةً
: قاس – يقيس - قيساً وقياساً ، وقاس
الشىء إذا قدّره على مثاله .
واصطلاحاً
: " القياس حمل المجهول على المعلوم " ( إبراهيم أنيس[ من أسرار اللغة :
9 )
وعرّف مجمع اللغة العربية القياس بأنه :
حمل كلمة على نظيرها في حكم . [ توفيق شاهين : عوامل 65 ] .
والقياس هو المعوّل عليه في اللغة
والتصريف والنحو. ويسمى القياس – في كتب
القدامى –بالاطّراد ، والغالب و الأكثر ، والباب والأصل ، وأصل الباب ، والقاعدة .
أحوال الكلام بالنسبة
للسماع والقياس :
لا يخرج عن الحالات التالية :
1- المطّرد في القياس والسماع : وهو
أكثر اللغة .
2- المطّرد في السماع الشاذّ في القياس
: لم يقسْ عليه البصريون مثل :" اسْتَحْوَذ " .
3- المطّرد في القياس الشاذّ في السماع
: أجازه بعض اللغويين ، مثل : ماضي يَذَر ويَدَع ، فقياسه :
وَذَرَ ، وَدَعَ ، لكنّهما لم يُستعملا في المشهور من اللغة ، ولذا فهما
شاذّان ، وقد وردت القراءة
على هذه اللغة وهي قوله تعالى :" ما وَدَّعَك ربّك " فقد قرأ
عروة بن الزبير " ما وَدَعَكَ " ،
ورُوي قول أبي الأسود : عالَه الحبِّ حتى وَدَعَه
4- الشاذّ قياساً وسماعاً : وقد رفضوه ،
مثل : " هَداوَى " التي قبلها الأخفش مثل " هَدايا " ، ومثل
" ثوب مصوون "...
[الخصائص 1/67 ، الاقتراح 165-166].
موقف العلماء من
القياس قديماً وحديثاً :
وقف العلماء منه مواقف متباينة ، وفُسّر القياسُ تفسيرات مختلفة حسب أطوار
اللغة :
1- في القرنين الأول والثاني : معناه :
( وضع الأحكام العامة وضبط قواعدها ) وبهذا المعنى فهمه سيبويه ، وكذلك ابن سلاّم
عندما قال بأن أول من وضع قياس العربية هو أبو الأسود الدؤلي . [ الخصائص 1/361 ]
2- في القرنين الثالث والرابع : معناه
( استنباط شيء جديد على غرار نظير سابق )
وقد بدأ هذا الاتجاه على يد أبي عثمان المازني ( -254):" ما قيس على كلام
العرب فهو من كلام العرب "()،
ثمّ تزعّم الفارسي وابن جني المدرسة القياسية ، وأوليا القياس اهتماماً كبيراً .
* قال الفارسي :" لأنْ أخطئ في خمسين مسألة ممّا بابُه الرواية خير
عندي من أن أخطئ في مسألة واحدة مما بابُه القياس " .
* ولكن ابن فارس -معاصر الفارسي وابن جني -يرى أنه ليس لنا اليوم أن نخترع
، ولا أن نقول غير ما قالوه ، ولا نقيس قياساً لم يقيسوه . [ الصاحبي 10] .وقال
ابن قتيبة :" ليس له [ خلف الأحمر ] أن يقيس على اشتقاقهم فيُطلق ما لم
يطلقوا [ الشعر والشعراء 1/ 77]
3- العصر الحديث : تردّدت آراء أعضاء
المجامع اللغوية بين التوسّع في القياس والحدّ منه .
أ - توسّع مجمع اللغة العربية في القاهرة في
القياس ، واقترح ما يلي :
1- جعل بعض الصيغ قياسية :
* فَعَّال : نجَّار ، حدَّاد .
* المصدر الصناعي : إسلامية ، جاهلية .
2- التوسع في دلالة الوزن القديم :
فَعَلان : الاضطراب : الهرم " الهَرَمان " .
3- وضع أوزان جديدة تشبه الأوزان القديمة :
* فَعْلوت : فَلْزوت : تحول المعادن إلى أشياء عنصرية، وذلك مثل "
فَعَلوت " : مَلَكوت، جَبَروت.
[ توفيق شاهين :عوامل تنمية – 72-77 ]
4- ذكر المصادر لأفعال أهملتها كتب
اللغة أو العكس ، أو ذكر الفعل الثلاثي وعدم ذكر بابه ،
فيُقاس على ما يشبهه .
5- تعريب الدخيل : بجعله على نَمَط
الكلمات العربية .
6- تعميم المعنى بعد أن كان خاصّاً ، أو
تخصيصه بعد أن كان عامّاً .
7- جعل اسم الآلة قياسياً .
[ كاصد الزيدي : فقه اللغة العربية : 280-281 ،إبراهيم أنيس: من أسرار
اللغة : 16-17 ] .
ب
– رأي الدكتور مصطفى جواد ( المجمع العلمي العراقي ) :
1- النسبة إلى الجمع قياسية .
2- إذا وقع الفعل على المفعول بتسلّط أو
عُلوّ جاز تعديته بنفسه و بـ "على" : عَلاه ، علا عليه /
قبضَه ، قَبَض عليه / عَضّه ، عَضّ عليه ...
3- أفعال الاشتراك الدالة على الاختلاط
يجوز أن تقول فيها :
اجتمع الرجلان ، اجتمع معه ، اجتمع به .
اتّحد الشيئان ، اتّحدَ معه ، اتّحدَ به .
4- جعل وزن " افتعل " قياسياً
بمعنى اتخاذ الفاعل للفعل : اغْتسلَ ، اكْتالَ ، ويقاس عليهما مثل :
اقتَهى من القهوة ، اشتاء من الشاي
. [ الزيدي : فقه اللغة
العربية291-293 ]
دواعي التوسع في
القياس :
يبدو أن الاتجاه الداعي إلى التوسع في
القياس - في ضوء شروط وحدود معينة - هو الأقرب إلى الصواب للأسباب التالية :
1- ورود نصوص كثيرة تروى عن أئمة اللغة
مثل :
أ- المازني : ما قيس ...
ب- قول ابن جني: " اللغات على اختلافها كلها حجة والناطق على قياس
لغةٍ من لغات
العرب مصيب غير مخطئ " [الخصائص 1 /410 ] .
جـ قول ابن جني أيضاً :" حكم اللغتين إذا كانت إحداهما قليلة والأخرى
كثيرة ، فإنك حينئذ تأخذ
بأوسعها رواية ، وأقواها قياساً " [ الخصائص 2/10 ] .
د- قول أبي حيان : " ما كان لغة لقبيلة صحّ عليه القياس " [
المزهر 1/53 ] .
2- أن ترك القياس يؤدي إلى جمود اللغة
وعدم مواكبتها للحياة ، لأن الحياة تتطور ، فينبغي أن
تكون اللغة كذلك .
3- أن ترك القياس يؤدي إلى انحسار
استعمال الفصحى ، وتغلّب العامية.
4- أن ترك القياس يؤدي إلى دخول كلمات
أعجمية كثيرة في اللغة ، مما له تأثير خطير على اللغة
ومستقبلها .
5- أن القياس مصدر من مصادر التشريع في
ديننا ، فكيف لا نستعمله في لغتنا التي من وظائفها
خدمة ذلك الدين .
أوجه الإفادة من
القياس في تنمية اللغة :
1- استقراء أوزان العربية ، وتبيان
درجات استعمالها ، قياساً أو سماعاً ، وكثرةً أو قلةً .
2- الاعتماد على الأوزان الواردة في
القرآن الكريم أو الحديث الصحيح على أنها أوزان قياسية
سواء
كثر استعمالها أو قلّ .
3- القياس على الأوزان السماعية التي جاءت في
لغة العرب ، إذا دعت الحاجة إلى ذلك .
4- الاستفادة من معاني صيغ الزوائد في
استحداث دلالات جديدة " استفعل " .
5- الاستفادة من أوزان العربية في تعريب
الكلمات .
6- تنمية دلالات الكلمات عن طريق تتبّع
الاتجاهات العامة في التطور الدلالي ، إما بتعميم الدلالة أو
تخصيصها .
Mendapatkan dari materi kuliah Fiqh Al-Lughoh
0 komentar:
Posting Komentar